الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              قصة أخرى .

                                                                                                                                                                                                                              قال أنس : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ، ولا صبي يصيح وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                              أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل     وألقى بكفيه الصبي استكانة
                                                                                                                                                                                                                              من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي     ولا شيء مما يأكل الناس عندنا
                                                                                                                                                                                                                              سوى الحنظل القامي والعلهز الغسل     وليس لنا إلا إليك فرارنا
                                                                                                                                                                                                                              وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

                                                                                                                                                                                                                              فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد المنبر ثم رفع يديه فقال : اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحيي به الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ، فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأردافها وجاء أهل [ ص: 441 ]

                                                                                                                                                                                                                              الوطابة يضجون يا رسول الله الغرق ، فرفع يديه إلى السماء وقال : اللهم حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب من المدينة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه فقال علي كأنك أردت يا رسول الله قوله .


                                                                                                                                                                                                                              وأبيض يستسقى الغمام بوجهه     ثمال اليتامى عصمة للأرامل

                                                                                                                                                                                                                              وقام رجل من كنانة فقال :


                                                                                                                                                                                                                              لك الحمد والحمد لمن شكر     سقينا بوجه النبي المطر
                                                                                                                                                                                                                              دعا الله خالقه دعوة     إليه وأشخص منه البصر
                                                                                                                                                                                                                              أغاث به الله عليا مضر     وهذا العيان لذاك الخبر
                                                                                                                                                                                                                              فلم تك إلا ككف الردا     وأسرع حتى رأينا الدرر

                                                                                                                                                                                                                              وكان كما قال عمه أبو طالب : أبيض ذو غرر .


                                                                                                                                                                                                                              به الله يسقي صوب الغمام     ومن يكفر الله يلقى الغير

                                                                                                                                                                                                                              فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يك شاعرا يحسن فقد أحسنت
                                                                                                                                                                                                                              رواه البيهقي وابن عساكر .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية