الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              قصة أخرى .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم عن محمد بن عمر الأسلمي عن أشياخه : أن وفد سلامان قدموا في شوال سنة عشر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف البلاد عندكم ؟ قالوا : مجدبة فادع الله أن يسقينا في أوطاننا فقال : «اللهم اسقهم الغيث في بلادهم» فقالوا : يا رسول الله ارفع يديك فإنه أكثر وأطيب فتبسم ورفع يديه حتى بدا بياض إبطيه ثم رجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة

                                                                                                                                                                                                                              وفي هذا الباب أحاديث كثيرة ، وفيما ذكر كفاية ويرحم الله- عز وجل- السرقسطي فلقد أحسن حيث قال :


                                                                                                                                                                                                                              دعوت للخلق عام الحل مبتهلا أفديك بالخلق من داع ومبتهل     صعدت كفيك إذ كف الغمام فما
                                                                                                                                                                                                                              صوبت إلا بصوب الواكف الهطل     أراق بالأرض شجا صوب ريقته
                                                                                                                                                                                                                              فحل بالأرض شجا رائق الحلل     زهو من النور حلت روض أرضهم
                                                                                                                                                                                                                              زهرا من النور صافي النبت مكتمل     من كل عصر نضير مورق خضر
                                                                                                                                                                                                                              وكل نور نضيد موثق خضل     تحية أحيت الأحياء من مضر
                                                                                                                                                                                                                              بعد المضرة تروي السبل بالسيل     دامت على الأرض سبعا غير مقلعة
                                                                                                                                                                                                                              لولا دعاؤك بالإقبال لم تزل

                                                                                                                                                                                                                              تنبيه في غريب ما سبق .

                                                                                                                                                                                                                              السبل : بسين مهملة فموحدة فلام مضمومات جمع سبيل ، وهو في الأصل الطريق الموصل إلى المراد من كل شيء ، والمراد به هنا طريق التقرب إلى الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              وايم الله : . . . .

                                                                                                                                                                                                                              القزعة : بقاف فزاي فعين مهملة مفتوحات واحدة القزع ، وهي قطع من السحاب دقيقة ، وقيل : هي السحاب المتفرق .

                                                                                                                                                                                                                              سلع الإكام : بهمزة مكسورة فكاف فألف فميم جمع أكمة وهي الرابية .

                                                                                                                                                                                                                              الظراب : جمع ظرب ككتف ما أقنا من الحجارة ، وحد طرفه ، أو الجبل المنبسط أو الصغير .

                                                                                                                                                                                                                              الجوبة : بجيم مفتوحة بواو ساكنة فموحدة فتاء تأنيث : الحفرة المستديرة الواسعة ، وكل منفتح بلا بناء أي حتى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة .

                                                                                                                                                                                                                              الجود : بجيم مفتوحة فواو ساكنة فدال مهملة المطر الغزير . [ ص: 445 ]

                                                                                                                                                                                                                              يئط : بمثناة تحتية مفتوحة فهمزة مكسورة فطاء أي تصوت .

                                                                                                                                                                                                                              وأطيط الإبل : صوتها وحنينها .

                                                                                                                                                                                                                              العذراء تدمى لبانها : أي يدمى صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة ، لا تجد ما تعطيه من يحذنها من الجدب وشدة الزمان ، وأصل اللبان موضع اللبيب ثم استعير للناس .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله «وما يمر وما يحلي» : أي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : «سوى الحنظل العاص» نسبة إلى العام لأنه يتخذ في عام الجدب كما قالوا للجدب سنة . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الاستكانة : بهمزة فسين مهملة ساكنة ففوقية مكسورة فكاف فنون فتاء تأنيث :

                                                                                                                                                                                                                              الخضوع .

                                                                                                                                                                                                                              العلهز : بالكسر طعام كانوا يتخذونه من الدم ووبر الإبل في سني المجاعة .

                                                                                                                                                                                                                              الغياسة : بكسر الغين المعجمة وسكون السين المهملة واللام الرذل .

                                                                                                                                                                                                                              الدرر : بدال مكسورة فراءين أولاهما مفتوحة .

                                                                                                                                                                                                                              غير رائث : براء مفتوحة فهمزة مكسورة فمثلثة غير محبوس ولا متفرق .

                                                                                                                                                                                                                              أسنت بلادنا : بهمزة مفتوحة فمهملة ساكنة فنون فتاء تأنيث أي أجدبت .

                                                                                                                                                                                                                              أجدبت جنانا : بهمزة فجيم فدال مهملة فموحدة فتاء تأنيث .

                                                                                                                                                                                                                              الفرث : بفاء مفتوحة فراء ساكنة فمثلثة المسرجين من الكرش .

                                                                                                                                                                                                                              مسنتون : مجدبون .

                                                                                                                                                                                                                              الابتهال : بهمزة فموحدة ساكنة فمثناة فوقية فهاء فألف فلام التضرع والمبالغة في السؤال ، والمراد به كل مد اليدين جميعا لذلك .

                                                                                                                                                                                                                              صعدت بكفيك : رفعتهما .

                                                                                                                                                                                                                              صوبت : جاءت بالمطر كمجيء السماء بالمطر .

                                                                                                                                                                                                                              الواكف : [ . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              الهطل : [ . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              الثج : بمثلثة مفتوحة فجيم أي سائلا كثيرا .

                                                                                                                                                                                                                              الزهر : بزاي مضمومة فهاء ساكنة فراء جمع أزهر وهو الأبيض المستنير .

                                                                                                                                                                                                                              النور الزهر : بفتح الزاي والزهرة الحسن والبهجة وكثرة الخير . [ ص: 446 ]

                                                                                                                                                                                                                              الخضل : بخاء معجمة مفتوحة فضاد معجمة مكسورة فلام .

                                                                                                                                                                                                                              السبل : جمع سبيل ، السبل : بسين مهملة فموحدة مفتوحتين فلام المراد به هنا المطر الهاطل الغزير والسبل الثياب المسبلة . [ ص: 447 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية