الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الخامس : فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا رأى امرأة

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والطبراني برجال ثقات والحكيم الترمذي عن أبي كبشة الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه ، وفي لفظ : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت بنا امرأة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل وخرج واغتسل ، فقلنا : يا رسول الله ، قد كان شيء ؟ قال : «نعم نعم ، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء ، فأتيت بعض أزواجي فأصبتها ، فكذلك فافعلوا؛ فإنه من أمانات أعمالكم إتيان الحلال» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «فدخل منزله ثم خرج إلينا قد اغتسل ، قلنا : نرى أنه قد كان شيء يا رسول الله ، قال : مرت فلانة فوقع في نفسي شهوة النساء ، فقمت إلى بعض أهلي فوضعت شهوتي فيها ، وكذلك فافعلوا؛ فإنه لمن أماثل أعمالكم إتيان الحلال» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في كتاب العشرة عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند سودة بنت زمعة فإذا امرأة مشوقة قاعدة على الطريق رجاء أن يتزوجها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى زوجته سودة فقضى حاجته ثم اغتسل ، فخرج إلى [ ص: 45 ] أصحابه ، فقال : إنما حبسني عنكم امرأة عرضت لي في الطريق قد تشوقت رجاء أن أتزوجها ، فلما رأيتها رجعت إلى سودة فقضيت حاجتي ، فمن رأى منكم امرأة تعجبه فليرجع إلى زوجته ، فإن الذي مع زوجته مثل الذي معها .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية