الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السادسة : قال القاضي أبو بكر : فإن قيل هل تقولون : إن غير القرآن من كلام الله تعالى معجز كالتوراة والإنجيل ؟ قلنا : ليس شيء من ذلك بمعجز في النظم والتأليف ، وإن كان معجزا كالقرآن فيما يتضمن من الإخبار بالغيوب وإنما لم يكن معجزا ، لأن الله تعالى لم يصفه بما وصف به القرآن ، ولأنا قد علمنا أنه لم يقع التحدي إليه ، كما وقع في القرآن ، ولأن ذلك اللسان لا يتأتى فيه من وجوه الفصاحة ما يقع به التفاضل الذي ينتهي إلى حد الإعجاز .

                                                                                                                                                                                                                              وقد ذكر ابن جني في «الخاطريات» في قوله تعالى : يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى [طه : 65] إن العدول عن قوله إما أن تلقي لغرض أحدهما : لفظي وهو المزاوجة لرؤوس الآي ، والآخر معنوي ، وهو أنه سبحانه أراد أن يخبر عن قوة نفس السحرة ، واستهانتهم على موسى فجاء عنهم باللفظ أتم وأوفى منه إسنادهم الفعل إليه ، ثم أورد سؤالا ، وهو أنا نعلم أن السحرة لم يكونوا أهل لسان ، فيذهب هذا المذهب من صنعة الكلام ، وأجاب بأن جميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية إنما هو معرب عن معانيهم وليس بحقيقة ألفاظهم ، ولهذا لا يشك في أن قوله تعالى : قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى [طه : 63] أن هذه الفصاحة لم تجر على لغة العجم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية