الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث عشر في تكثيره صلى الله عليه وسلم فضلة أزواد أصحابه رضي الله تعالى عنهم

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن سلمة بن الأكوع والإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة وأحمد عن أبي الحسين الغفاري وابن سعد والحاكم وصححه عن أبي عمرة الأنصاري والبزار والطبراني والبيهقي عن أبي الحسين العبدي وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى وأبو نعيم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم- قالوا :

                                                                                                                                                                                                                              كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة بتبوك فأصاب الناس مخمصة شديدة ، فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم ، وقالوا يبلغنا الله عز وجل فأذن لهم ، فأخبر عمر رضي الله عنه- فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، ماذا صنعت ؟ أمرت الناس أن ينحروا ظهورهم فعلى ماذا يركبون ؟ قال : «فما ترى يا ابن الخطاب ؟ » قال : أرى أن تأمرهم أن يأتوا بفضل أزوادهم فتجمعه في ثوب ، ثم تدعو الله عز وجل بالبركة ، فإن الله عز وجل سيبلغنا بدعوتك ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم ، فجعل الناس يجيؤون بالحثية من الطعام وفوق ذلك فكان أعلاهم من جاء بالصاع من التمر ، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب ثم دعا لهم ، ثم قال : «ائتوني بأوعيتكم» فملأ كل إنسان وعاءه ولم يبق في الجيش وعاء إلا ملؤوه حتى إن الرجل ليعقد قميصه فيأخذ فيه وبقي مثله ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وقال : «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجبت عنه النار»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية