الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا قال لها : يا زانية أنت طالق ثلاثا إن شاء الله ، كان الاستثناء راجعا إلى قوله أنت طالق ثلاثا فلا تطلق ، ولا يرجع قوله يا زانية ، ويكون قاذفا ، لأنه اسم مشتق من فعل لا يصح دخول الاستثناء فيه ، ألا ترى أنه يصح أن يقول : أنت طالق ثلاثا إن شاء الله ، ولا يصح أن يقول يا زانية إن شاء الله ، وهكذا لو قلب الكلام فقال : أنت طالق ثلاثا يا زانية إن شاء الله رجع الاستثناء إلى الطلاق ، وإن تقدم فلا تطلق ، ولا يرجع إلى القذف ، وإن تأخر يكون قاذفا ، وقال محمد بن الحسن : يرجع الاستثناء إليهما فلا يكون مطلقا ولا قاذفا ، لأنه لا يصح رجوعه إلى الأبعد دون الأقرب ، وهذا فاسد بما ذكرنا من التعليل ، بأن الأسماء المشتقة من الأفعال والصفات لا يصح دخول الاستثناء فيها ، فعلى هذا لو قال : أنت طالق ثلاثا يا طالق إن شاء الله ، رجع الاستثناء إلى قوله أنت طالق ثلاثا ، فلم تطلق به ، ولم يرجع إلى قوله يا طالق لأنه اسم مشتق من صفة وطلقت به ، وعلى قول محمد بن الحسن رجع إليهما فلا تطلق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية