الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإذا قال " له علي مائة إلا دينارا " فهل . يصح ؟ على وجهين ) . هما مبنيان على الروايتين المتقدمتين . وقد علمت منهما . وهو عدم الصحة . وعلى القول بالصحة : يرجع إلى سعر الدينار بالبلد ، على الصحيح من المذهب . قال في المحرر : هو قول غير أبي الخطاب . وقدمه في النظم ، والفروع . وقال أبو الخطاب : يرجع في تفسير قيمته إليه ، كما لو لم يكن له سعر معلوم . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، وغيرهم . وقدمه في الرعايتين . [ ص: 185 ] وصححه في تصحيح المحرر . وأطلقهما الزركشي . إذا علمت ذلك فلو قال " له علي ألف درهم إلا عشرة دنانير " فعلى الأول : يرجع إلى سعر الدنانير بالبلد فإن كان قيمتها ما يصح استثناؤه : صح الاستثناء وإلا فلا . وعلى قول أبي الخطاب : يرجع في تفسير قيمة الدنانير إلى المقر . فإن فسره بالنصف فأقل : قبل ، وإلا فلا . قاله في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة . وقدمه الأزجي . وقال في المنتخب : إن بقي منه أكثر المائة رجع في تفسير قيمته إليه . ومعناه في التبصرة . قوله ( وإن قال " له علي ألف درهم " ثم سكت سكوتا يمكنه فيه الكلام . ثم قال " زيوفا " أو " صغارا " أو " إلى شهر " لزمه ألف جياد ، وافية حالة ، إلا أن يكون في بلد أوزانهم ناقصة ، أو مغشوشة . فهل يلزمه من دراهم البلد ، أو من غيرها ؟ على وجهين ) وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والفروع . أحدهما : يلزمه جياد وافية . وهو ظاهر كلامه في الوجيز ، وغيره . وهو مقتضى كلام الخرقي . وقدمه في المحرر ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير . [ ص: 186 ] والوجه الثاني : يلزمه من دراهم البلد ، وهو المذهب . وهو مقتضى كلام ابن الزاغوني . قلت : وهو الصواب . قال المصنف ، والشارح : وهذا أولى . وصححه في التصحيح ، والتلخيص . وقدمه في الكافي ، وشرح ابن رزين . وفي المغني ، والشرح : إن فسر إقراره بسكة دون سكة البلد ، وتساويا وزنا : فاحتمالان . وشرط القاضي فيما إذا قال " صغارا " أن يكون للناس دراهم صغار ، وإلا لم يسمع منه . ويأتي قريبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية