الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ومتى زالت الموانع منهم ، فبلغ الصبي ، وعقل المجنون ، وأسلم الكافر ، وتاب الفاسق : قبلت ، شهادتهم بمجرد ذلك ، ولا يعتبر إصلاح العمل ) ، وهذا المذهب وعليه أكثر الأصحاب ، وقدمه في الهداية ، والمذهب ، المستوعب ، والخلاصة ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم ، وقيل : يعتبر في التائب : إصلاح العمل سنة ، [ ص: 58 ] وقيل : ذلك فيمن فسقه بفعل ، وذكره في التبصرة رواية ، وعنه : ذلك في مبتدع ، جزم به القاضي ، والحلواني ، لتأجيل عمر رضي الله عنه صبيغا ، وقيل : يعتبر في قاذف وفاسق مدة علم حالهما ، وهو احتمال في الكافي ، وقال ابن حامد في كتابه يجيء على مقالة بعض أصحابنا : من شرط صحتها وجود أعمال صالحة ; لظاهر الآية { إلا من تاب } .

فائدتان

الأولى : توبة غير القاذف : الندم والإقلاع ، والعزم أن لا يعود ، على الصحيح من المذهب ، فلو كان فسقه بترك واجب كصلاة ، وصوم ، وزكاة ، ونحوها فلا بد من فعلها ، وقيل : يشترط مع ذلك قوله " إني تائب " ونحوه ، وعنه : يشترط مع ذلك أيضا : مجانبة قرينه فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية