الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أما التعريف والوعظ فكيف يحتاج إلى إذن الإمام وأما التجهيل والتحميق والنسبة إلى الفسق وقلة الخوف من الله، وما يجري مجراه فهو كلام صدق ، والصدق مستحق ، بل أفضل الدرجات كلمة حق عند إمام جائر ، كما ورد في الحديث .

فإذا جاز الحكم على الإمام على مراغمته فكيف يحتاج إلى إذنه وكذلك كسر الملاهي وإراقة الخمور فإنه تعاطي ما يعرف كونه حقا من غير اجتهاد، فلم يفتقر إلى الإمام وأما جمع الأعوان وشهر الأسلحة ، فذلك قد يجر إلى فتنة عامة ، ففيه نظر سيأتي .

التالي السابق


(أما التعريف والوعظ فكيف يحتاج إلى إذن الإمام) لما تقدم بيانه، (وأما التجهيل والتحميق والنسبة إلى الفسق وقلة الخوف) والمبالاة (من الله تعالى، وما يجرى مجرى ذلك فهو كلام صدق، والصدق مستحق، بل أفضل الدرجات كلمة حق عند إمام جائر، كما ورد في الحديث) يشير إلى ما رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا: أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر.

أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي: حديث حسن، قاله العراقي .

قلت: وقد رواه كذلك أحمد وابن ماجه أيضا والطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب من حديث أبي أمامة، ورواه أحمد أيضا والنسائي والبيهقي أيضا من حديث طارق بن شهاب (فإذا جاز الحكم على الإمام على مراغمته) أي: رغما على أنفه (فكيف يحتاج إلى إذنه) وتفويضه؟ (وكذلك كسر) [ ص: 20 ] آلات (الملاهي وإراقة الخمور، مما يعرف كونه حقا من غير اجتهاد، فلم يفتقر إلى الإمام) أي: إذنه (فأما جمع الأعوان وشهر الأسلحة، فذلك قد ينجر إلى فتنة عامة، ففيه نظر سيأتي) بيانه .




الخدمات العلمية