الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 37 ] قال الحارث: وثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النزال - أو النزال بن عروة - التميمي، أن معاذ بن جبل، قال: "يا نبي الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: بخ، لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير (على من يسره الله ) - تعالى - عليه، تعبد الله - عز وجل - ولا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر الإسلام، أسلم تسلم، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، أولا أدلك على أبواب الخير؟ الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة طهور، وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة. قال: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) ألا أدلك على أملك ذلك كله؟ قال: فأقبل ركب - أو راكب - فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اسكت، قال: فلما مضى الركب، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ قال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم " .

                                                                                                                                                                    قلت: رواه الترمذي في الجامع وصححه، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه في سننه بنقص ألفاظ من طريق شقيق، عن معاذ به.

                                                                                                                                                                    ورواه أحمد بن حنبل والبزار في مسنديهما مطولا جدا من طريق شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية