الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 45 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد بن سعيد، عن عامر، عن عقبة بن عمرو قال: "وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلا - قال عقبة: إني لأصغرهم سنا - فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوجزوا في الخطبة فإني أخاف عليكم كفار قريش. فقلنا: يا رسول الله، سلنا لربك، وسلنا لأصحابك، وأخبرنا ما الثواب على الله وعليك؟ قال: أسألكم لربي أن تؤمنوا به ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم أن تطيعوني أهدكم سبيل الرشاد، وأسألكم لي ولأصحابي أن تواسونا في ذات أيديكم، وأن تمنعونا مما منعتم به أنفسكم، فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنة، وعلي. قال: فمددنا أيدينا فبايعناه " .

                                                                                                                                                                    [ 45 / 2 ] رواه عبد بن حميد: وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة.

                                                                                                                                                                    [ 45 / 3 ] ورواه أحمد بن منيع : ثنا ابن أبي زائدة، حدثني أبي، عن عامر قال: "انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال: ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة" فإن عليكم من المشركين عينا، وإنهم إن يعلموا بكم يفضحوكم. فقال: قائلهم - وهو أبو أمامة: سل لربك يا محمد ما شئت، ولأصحابك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب إذا فعلنا [ ص: 90 ] ذلك؟ فقال: أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم. قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنة، قالوا: فلك ذلك" .

                                                                                                                                                                    [ 45 / 4 ] قال: وثنا يحيى بن زكريا، أبنا مجالد، عن الشعبي، عن أبي مسعود الأنصاري مثل ذلك. قال: وكان أبو مسعود أصغرهم سنا.

                                                                                                                                                                    قلت: طريق ابن أبي شيبة فيه مجالد بن سعيد ضعيف، وطريق أحمد بن منيع الأولى مرسلة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية