الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 293 ] قال أبو يعلى: وثنا أبو همام، ثنا الوليد، عن رجل - سماه أبو همام فانقطع في كتابي - عن عثمان بن أيمن، عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من خرج يريد علما يتعلمه فتح له باب إلى الجنة، وفرشته الملائكة أكنافها، وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحور، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء، العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظه، موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس، موت قبيلة أيسر من موت عالم " . [ ص: 211 ]

                                                                                                                                                                    قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه دون قوله: "موت العالم ... " إلى آخره. وكذا رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم من طريق كثير بن قيس، عن أبي الدرداء به.

                                                                                                                                                                    وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس إسناده عندي بمتصل، إنما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس.

                                                                                                                                                                    قال الحافظ المنذري: ومن هذه الطريق رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم.

                                                                                                                                                                    قال: وقد روي عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة عنه، وعن الأوزاعي، عن عبد السلام بن سليم، عن يزيد بن سمرة، عن كثير بن قيس عنه. قال البخاري: هذا أصح.

                                                                                                                                                                    وروي غير ذلك، وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن وبسطته في غيره، والله أعلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية