الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 360 ] وقال أبو يعلى الموصلي: ثنا أحمد بن المقدام، ثنا عبيد بن القاسم، ثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع قال: "تراءيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة - أي تنح عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه، فإنما جاء ليسأل، قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك. قال: لتفتك نفسك قلت. وكيف لي بذاك؟ قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون، قلت: وكيف لي بعلم ذلك؟ قال: تضع يدك على فؤادك، فإن القلب يسكن للحلال ولا يسكن للحرام، وإن ورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير.

                                                                                                                                                                    فقلت بأبي أنت وأمي ما العصبية؟ قال: الذي يعين قومه على الظلم.

                                                                                                                                                                    قلت: فمن الحريص؟ قال. الذي يطلب المكسبة في غير حلها. قلت: فمن الورع؟ قال: الذي يقف عند الشبهة. قلت: فمن المؤمن؟ قال: من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم. قلت: فمن المسلم؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.

                                                                                                                                                                    قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حكم عند إمام جائر.
                                                                                                                                                                    [ ص: 244 ]

                                                                                                                                                                    قلت: روى أبو داود وابن ماجه منه قصة العصبية حسب من طريق فسيلة عن أبيها واثلة به.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية