الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    36 - باب في الإسراء

                                                                                                                                                                    [ 143 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف، عن زرارة بن أوفى، قال: قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة، قال: فصحت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبي. فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه، فقال له - كالمستهزئ - : هل كان من شيء؟ قال: نعم. قال: وما هو؟ قال: إني أسري بي [ ص: 145 ] الليلة. قال: إلى أين؟! قال: إلى بيت المقدس. قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال: نعم. فلم يره أنه مكذبه مخافة أن يجحد الحديث إذا دعا قومه إليه، قال: أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك؟ قال: نعم. قال: فيا معشر بني كعب ابن لؤي. قال: فتنقضت المجالس حتى جاؤوا فجلسوا إليهما. فقال له: حدث قومك ما حدثتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أسري بي الليلة. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس. قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال: نعم. قال: فبين مصدق - أو مصفق - وبين واضع يده على رأسه مستعجبا للذي زعم، وقالوا: ألا، تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ - قال: وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت لهم وأنعت حتى ألبس علي بعض النعت، فجيء المسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل - أو دار عقال - فنعته وأنا أنظر إليه. قال القوم: أما النعت والله فقد أصاب " .

                                                                                                                                                                    [ 143 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا هوذة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي في التفسير من طريق عوف به.

                                                                                                                                                                    وسيأتي حديث المعراج في علامات النبوة من حديث أم هانئ بنت أبي طالب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية