الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 34 / 1 ] وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا أبو الحسين عاصم بن علي، ثنا الحكم بن فضيل، ثنا سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في الناس إذ دخل رجل يتخطى الناس حتى وضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الإسلام يا رسول الله؟ قال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنمحمدا رسول الله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: فما الإيمان يا رسول الله؟ قال: أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب والنبيين، والحساب والميزان والحياة بعد الموت، والقدر كله خيره وشره. قال: فإذا فعلت فقد آمنت يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم. قال فمتى الساعة يا رسول الله؟ قال هي في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا قوله تعالى: ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام.. ) الآية. ألا أخبرك بعلامة - أو قال: معالم ذلك، إذا رأيت العراة الجياع العالة رؤوس الناس، ورأيت الأمة ولدت ربتها، ورأيت أصحاب البداء يتطاولون في البنيان. قال: فانطلق الرجل حتى توارى قال: علي الرجل، فطلب فلم يوجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها غير مرته هذه.

                                                                                                                                                                    [ 34 / 2 ] رواه أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا أبو النضر، ثنا عبد الحميد، ثنا شهر ... فذكره [ ص: 84 ]

                                                                                                                                                                    هذا إسناد حسن، شهر بن حوشب الشامي وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: ليس هو بدون أبي الزبير. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، على أن بعضهم قد طعن فيه. وقال ابن حزم: ساقط. وقال البيهقي: ضعيف. وعبد الحميد هو ابن بهرام، وثقه أحمد بن حنبل وابن المديني وابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. وأبو النضر هو هاشم بن القاسم، حافظ.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية