الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5587 - ( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات ولا تغفلن فتنسين الرحمة) (ت ك) عن يسيرة - (صح) .

التالي السابق


(عليكن) أيتها النسوة (بالتسبيح) ؛ أي: بقول: سبحان الله (والتهليل) ؛ أي: التوحيد (والتقديس) ؛ أي: قول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، قالوا: والفرق بين التسبيح والتقديس أن التسبيح للأسماء والتقديس للآلاء، وكلاهما يؤدي إلى العظمة (واعقدن بالأنامل) ؛ أي: اعددن عدد مرات التسبيح بها، وهذا ظاهر في عقد كل أصبع على حدته لا ما يعتاده كثير من العد بعقد الأصابع (فإنهن مسؤولات) عن عمل صاحبها (مستنطقات) للشهادة عليه فأما المؤمن فتنطق عليه بخيره وتسكت عن شره سترا من الله، والكافر بالعكس، فإن خيره لغير الله فهو هباء (ولا تغفلن) بضم الفاء بضبط المؤلف (فتنسين) بضم المثناة الفوقية وسكون النون وفتح السين بخطه (الرحمة) ؛ أي: لا تتركن الذكر فتنسين منها، وهذا أصل في ندب السبحة المعروفة، وكان ذلك معروفا بين الصحابة؛ فقد أخرج عبد الله بن أحمد أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به وفي حديث رواه الديلمي (نعم المذكر السبحة) لكن نقل المؤلف عن بعض معاصري الجلال البلقيني أنه نقل عن بعضهم أن عقد التسبيح بالأنامل أفضل لظاهر هذا الحديث، لكن محله إن أمن الغلط، وإلا فالسبحة أولى، وقد اتخذ السبحة أولياء كثيرون، ورئي بيد الجنيد سبحة، فقيل له: مثلك يمسك بيده سبحة، فقال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه، وفي رواية عنه شيء استعملناه في البدايات لا نتركه في النهايات، أحب أن أذكر الله بقلبي ويدي ولساني، ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها، نعم، محل ندب اتخاذها فيمن يعدها للذكر بالجمعية والحضور ومشاركة القلب للسان في الذكر والمبالغة في إخفاء ذلك، أما ما ألفه الغفلة البطلة من إمساك سبحة يغلب على حباتها الزينة وغلو الثمن ويمسكها من غير حضور في ذلك ولا فكر ويتحدث ويسمع الأخبار ويحكيها وهو يحرك حباتها بيده مع اشتغال قلبه ولسانه بالأمور الدنيوية فهو مذموم مكروه من أقبح القبائح

(ت ك عن يسيرة) بمثناة تحتية مضمومة وسين وراء مهملتين، بينهما مثناة تحتية وهي بنت ياسر أو أم ياسر، صحابية من الأنصاريات، وقيل من المهاجرات، وظاهر اقتصار المصنف على الترمذي أنه تفرد به من بين الستة وليس كذلك؛ فقد رواه أبو داود في الصلاة ولم يضعفه



الخدمات العلمية