الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4769 - (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر) (طب) عن سهل بن سعد - (ح) .

التالي السابق


(سيكون في آخر الزمان خسف) خسف المكان ذهب في الأرض وخسف الله به خسفا؛ أي: غاب به في الأرض (وقذف) ؛ أي: رمي بالحجارة بقوة (ومسخ) ؛ أي: تحويل الصورة إلى ما هو أقبح منها، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله قال: (إذا ظهرت المعازف) بعين مهملة وزاي؛ جمع معزفة بفتح الزاي: آلة اللهو ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء، والذي في صحاحه آلات اللهو، وفي حواشي الدمياطي أنها الدفوف، ويطلق على كل لعب عزف (والقينات، واستحلت الخمر) أشار إلى أن العدوان إذا قوي في قوم وتظاهروا بأشنع الأعمال القبيحة قوبلوا بأشنع المعاقبات؛ فالمعاقبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات، ثم إن من العلماء من أجرى المسخ هنا على الحقيقة، فقال: سيكون كما كان فيمن سبق، وقال البعض: أراد مسخ القلب فيصير على قلب الحيوان الذي أشبهه في خلقه وعمله وطبعه، فمنهم من يكون على أخلاق السباع العادية، ومنهم على أخلاق الكلاب والخنازير والحمير، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاوس في ريشه، ومنهم من يكون بليدا كالحمار، ومن يألف ويؤلف كالحمام، ومن يحقن كالجمل، ومن يروع كالذئب والثعلب، ومن هو خير كله كالغنم وتقوى المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خفيا ثم جليا تدركه أهل الفراسة، وقوله: (واستحلت الخمر) قال ابن عربي : يحتمل أن معناه يعتقدونها حلالا، ويحتمل أنه مجاز عن الاسترسال، أو يسترسلون في شربها كالاسترسال في الحلال، وقد سمعنا بل رأينا من يفعله

(طب عن سهل بن سعد) الساعدي، قال الهيثمي : وفيه عبد الله بن أبي الريان، وهو ضعيف، وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح


(عويمر) بن زيد بن قيس الأنصاري أبو الدرداء الصحابي الجليل (حكيم أمتي، وجندب) بن جنادة أبو ذر الغفاري (طريد أمتي يعيش وحده ويموت وحده والله يبعثه) يوم القيامة (وحده) قاله لما خرج لتبوك فأبطأ بأبي ذر بعيره فحمل متاعه على ظهره وتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - ماشيا فنظر ناظر فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي وحده، فقال: (كن أبا ذر) فلما تأملوه، قالوا: هو، فذكره

(الحارث) بن أبي أسامة في مسنده (عن أبي المثنى المليكي) لعل صوابه الأملوكي بفتح الهمزة وسكون الميم وضم اللام وآخره كاف نسبة إلى أملوك: بطن من ردمان: قبيلة من رعين (مرسلا)


(سيكون في آخر الزمان شرطة) في النهاية: الشرطي واحد الشرطة للسلطان، وهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على سائر الجند، سموا بذلك؛ لأن لهم علامة يعرفون بها، وأشراط الساعة علاماتها (يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله) ؛ أي: يغدون بكرة النهار ويروحون آخره، وهم في غضبه وسخطه (فإياك أن تكون من بطانتهم) ؛ أي: احذر أن تكون [ ص: 129 ] منهم، وبطانة الرجل صاحب سره، وداخلة أمره، وصفيه الذي يقضي حوائجه ثقة به؛ شبه ببطانة الثوب، كما يقال: فلان شعاري، قال في الفردوس عقب سياق هذا الحديث: وفي رواية (يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم أسواط مثل أذناب البقر، يغدون في غضب الله)

(طب عن أبي أمامة) وعزاه في الفردوس إلى مسلم وأحمد



الخدمات العلمية