الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6143 - (قل آمنت بالله ثم استقم) (حم م ت ن هـ) عن سفيان بن عبد الله الثقفي- (صح) .

التالي السابق


(قل آمنت بالله) ؛ أي: جدد إيمانك بالله ذكرا بقلبك ونطقا بلسانك بأن تستحضر جميع معاني الإيمان الشرعي (ثم استقم) ؛ أي: الزم عمل الطاعات والانتهاء عن المخالفات؛ إذ لا تتأتى مع شيء من الاعوجاج فإنها ضده وانتزاع هاتين الجملتين من آية إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وهذا من بدائع جوامع الكلم؛ فقد جمعتا جميع معاني الإيمان والإسلام اعتقادا وقولا وعملا إذ الإسلام توحيد وهو حاصل بالجملة الأولى والطاعة بسائر أنواعها في ضمن الثانية إذ الاستقامة امتثال كل مأمور وتجنب كل منهي، وعرفها بعضهم بأنها المتابعة للسنن المحمدية مع التخلق بالأخلاق المرضية، وبعضهم بأنها الاتباع مع ترك الابتداع، وقيل حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة، قال القشيري : وهي درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، وقال بعضهم: لا يطيقها إلا الأكابر؛ لأنها الخروج عن المعهودات [ ص: 524 ] ومفارقة الرسوم والعادات

(حم م ت ن هـ عن سفيان) بتثليث أوله (بن عبد الله الثقفي) الطائفي له صحبة استعمله عمر على الطائف، قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه غيرك، فذكره، ولم يخرجه البخاري، قال النووي : لم يرو مسلم لسفيان غير هذا الحديث، وقال المناوي: ولم أر لسفيان هذا غير هذا الحديث في مسلم ولا في الأربعة اهـ. وهذا ذهول؛ فقد رواه الترمذي عنه وزاد فيه قلت يا رسول الله ما أخوف ما أتخوف علي؟ قال هذا وأخذ بلسانه



الخدمات العلمية