الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6144 - (قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم) (م د ن) عن علي- (صح) .

التالي السابق


(قل) يا علي (اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم) قال القاضي : أمره بأن يسأل الله الهداية والسداد وأن يكون في ذلك مخطرا بباله أن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم، وسدادا كسداد السهم نحو الغرض، والمعنى أن يكون في سؤاله طالبا غاية الهدى ونهاية السداد اهـ. وقال بعضهم: معناه إذا سألت الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق؛ لأن سالك الفلاة يلزم الجادة ولا يفارقها خوفا من الضلال وكذا الرامي إذا رمى شيئا سدد السهم نحوه ليصيبه، فأخطر ذلك بقلبك ليكون ما تنويه من الدعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي، وقال القونوي: اشترط في هذا الحديث صحة الاستحضار للأمر المطلوب من الحق حال الطلب؛ وذلك لأن الإجابة تابعة للتصور فالأصح تصورا للحق تكون أدعيته مجابة، وصحة التصور تابعة للعلم المحقق والشهود الصحيح، ولهذا قال في الحديث الآتي: (لو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال) ألا ترى أن المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما كان تام الشهود كانت أكثر أدعيته مستجابة وهكذا من داناه في المعرفة من الأنبياء والأولياء وهؤلاء هم الموعودون بالإجابة متى دعوا بالدعاء المشار إليه بقوله تعالى ادعوني أستجب لكم فمن لم يعرف ولم يستحضر حال الدعاء بضرب ما من ضروب الاستحضارات الصحيحة لم يدع الحق فلم يستجب له. قال الراغب : والتسديد أن تقوم إرادته وحركته نحو الغرض المطلوب ليهجم إليه في أسرع مدة يمكن الوصول فيها إليه وهو المسؤول بقوله اهدنا الصراط المستقيم

(م د ن عن علي) أمير المؤمنين ورواه الطبراني عن أبي موسى، قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - على نصف اليمن ومعاذا على نصفه فأتيته أسلم فقال لي قل … إلخ



الخدمات العلمية