الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4555 - (زر غبا تزدد حبا) ( البزار طس هب) عن أبي هريرة ( البزار هب) عن أبي ذر (طب ك) عن حبيب بن مسلمة الفهري (طب ) عن ابن عمرو (طس) عن ابن عمر (خط) عن عائشة - (ح) .

التالي السابق


(زر) يا أبا هريرة (غبا تزدد حبا) ؛ أي: زر أخاك وقتا بعد وقت، ولا تلازم زيارته كل يوم، تزدد عنده حبا، وبقدر الملازمة تهون عليه وانتصب غبا على الظرف، وحبا على التمييز، قال بعضهم: فالإكثار من الزيارة ممل، والإقلال منها مخل، ونظم البعض هذا المعنى فقال:


عليك بإغباب الزيارة إنها. . . إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا فإني رأيت الغيث يسأم دائما.
. . ويسأل بالأيدي إذا كان ممسكا



(وقال آخر: )


وقد قال النبي وكان يروى. . . إذا زرت الحبيب فزره غبا



(وقال آخر: )


أقلل زيارتك الصديق. . . تكون كالثوب استجده
وأمل شيء لامرئ. . . أن لا يزال يراك عنده



وهذا الحديث قد عده العسكري من الأمثال

( البزار ) في مسنده (طس هب) كلهم (عن أبي هريرة ) قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أين كنت بالأمس قلت: زرت ناسا من أهلي، فذكره، وظاهر صنيع المصنف أن مخرجيه سكتوا عليه، والأمر بخلافه، أما البزار فقال عقبه: ولا نعلم فيه حديثا صحيحا، وقال ابن طاهر: رواه ابن عدي في أربعة عشر موضعا من كامله وأعلها كلها، وقال البيهقي عقب تخريجه: طلحة بن عمرو؛ أي: أحد رجاله، غير قوي، قال: وقد روي بأسانيد هذا أمثلها اهـ. وطلحة هذا أورده الذهبي في الضعفاء، وقال أحمد: لا شيء متروك الحديث، وأبو زرعة والدارقطني وابن منيع: ضعيف ( البزار ) في مسنده (هب عن أبي ذر) قال الهيثمي : وفيه عويد بن أبي عمران الجويني، وهو متروك اهـ (طب ك عن حبيب بن مسلمة) المكي (الفهري) بكسر الفاء وسكون الهاء، وآخره ياء نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، نزل الشام وكان يسمى حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم غازيا، قال في التقريب: مختلف في صحبته والراجح ثبوتها لكن كان صغيرا (طب عن ابن عمرو، طس عن ابن عمر) بن الخطاب (خط عن عائشة ) وقال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك، وفي اللسان كالميزان عن البخاري : منكر الحديث ثم أورد له مناكير، هذا منها، ثم قال: قال ابن عدي : ليس في أحاديث عويد أنكر من هذا، والضعف عليه بين، وقال أبو داود : أحاديثه تشبه البواطيل، وظاهر صنيع المصنف أنه لم ير للحديث أمثل من هذين الطريقين، وإلا لما آثرهما واقتصر عليهما والأمر بخلافه، فقد خرجه الطبراني أيضا من حديث ابن عمر باللفظ المزبور، قال الهيثمي : وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وبقية [ ص: 63 ] رجاله ثقات اهـ، وقال المنذري : هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة، واعتنى غير واحد من الحفاظ بجمع طرقه والكلام عليها، ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزار ، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره.



الخدمات العلمية