الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6099 - (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه) (حم م ت هـ ) عن ابن عمرو- (صح) .

التالي السابق


(قد أفلح من أسلم ورزق كفافا) ؛ أي: ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات ولا يلحقه بأهل الترفهات. قال القاضي : الفلاح الفوز بالبغية (وقنعه الله بما آتاه) بمد الهمزة؛ أي: جعله قانعا بما أعطاه إياه ولم يطلب الزياد لمعرفته أن رزقه مقسوم لن يعدو ما قدر له والفلاح الفوز بالبغية في الدارين والحديث قد جمع بينهما والمراد بالرزق الحلال منه فإن المصطفى - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم - مدح المرزوق وأثبت له الفلاح وذكر الأمرين وقيد الثاني بقنع؛ أي: رزق كفافا وقنعه الله بالكفاف فلم يطلب الزيادة وأطلق الأول ليشمل جميع ما يتناوله الإسلام ذكره الطيبي وصاحب هذه الحالة معدود من الفقراء؛ لأنه لا يترفه في طيبات الدنيا بل يجاهد نفسه في الصبر على القدر الزائد على الكفاف فلم يفته من حال الفقراء إلا السلامة من قهر الرجال وذل المسألة

(حم م ت هـ عن ابن عمرو) بن العاص وتبع في العزو لما ذكر عبد الحق . قال في المنار: وهذا لم يذكره مسلم وإنما هو من عند الترمذي لم يقل بما آتاه، وقال فيه: حسن صحيح



الخدمات العلمية