الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6135 - (قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) (حم د ت حب ك) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه) قال ابن فلاح في المغني: أجاز المبرد وصف اللهم قياسا على وصفه لو كانت معه ياء فكذا مع عوضها حملا عليه ومنعه سيبويه لبعده من التركيب عن التمكن المقتضي للوصف مع ضعف وصف المنادى ويحمل مثله على البدل، وقال الرضي: لا يوصف اللهم عند سيبويه كما لا يوصف أخواته؛ أي: الأسماء المختصة بالنداء، وأجاز المبرد وصفه؛ لأنه بمنزلة يا ألله، واستدل بنحو اللهم فاطر السماوات والأرض، وهو عند سيبويه على النداء المستأنف، ولا أرى في الأسماء المختصة بالنداء مانعا في الوصف بل السماع مفقود فيها (أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك) قال ابن القيم : قد تضمن هذا الحديث الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس أو من الشيطان. وغايته إما أن يعود على العامل أو على أخيه المسلم فتضمن الحديث مصدري الشر الذي يصدر عنهما وغايتيه اللتين يصل إليهما اهـ. فإن قلت لم قدم الاستعاذة من شر النفس مع أن شر الشيطان أهم في الدفع، لأن كيده ومحاربته أشد من النفس؛ لأن شرها وفسادها إنما ينشأ من وسوسته ومن ثم أفردت له في التنزيل سورة تامة بخلافها؟ قلت: الظاهر أنه جعله من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى

(حم د ت حب ك) في الدعاء والذكر (عن أبي هريرة ) قال: إن أبا بكر سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت فذكرها، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ، وقال في الأذكار بعدما عزاه لأبي داود والترمذي : أسانيده صحيحة، وقال الهيثمي: أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله المغافري وثقه جمع وضعفه آخرون



الخدمات العلمية