الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4519 - (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) (م) عن عائشة - (صح) .

التالي السابق


(الرحم معلقة بالعرش) ؛ أي: مستمسكة آخذة بقائمة من قوائمه (تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) ؛ أي: قطع عنه كمال عنايته، وذا يحتمل الإخبار والدعاء، قال القرطبي: الرحم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة رحم الدين ويجب مواصلتها بالود والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحق الواجب والمندوب، والخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقد حاله والتغافل عن زلته، وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك ويقدم الأقرب فالأقرب، وقال ابن أبي جمرة: صلة الرحم بالمال وبالعون على الحوائج ودفع الضرر وطلاقة الوجه والدعاء، والمعنى الجامع إيصاله ما أمكن من خير، ودفع ما أمكن من شر بقدر الطاقة، وهذا كله إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله صلتهم بشرط بذل الجهد في وعظهم، وإعلامهم بأن إصرارهم سبب مقاطعتهم، وحينئذ تكون صلتهم الدعاء لهم بظهر الغيب بالاستقامة، وقال الذهبي : يدخل فيه من قطعهم بالجفاء والإهمال والحمق، ومن وصلهم بماله ووده وبشاشته وزيارته، فهو واصل، ومن فعل بعض ذلك وترك بعضا ففيه قسط من الصلة والقطيعة، والناس في ذلك متفاوتون، وقد يعرض الشخص عن رحمه لفسقهم وعتوهم وعنادهم

(م) في الأدب (عن عائشة ) ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه، وهو فيه متابع للطبري حيث عزاه مسلم خاصة، قال المناوي: وليس بصحيح؛ فقد ذكره الحميدي وغيره فيما اتفق عليه الشيخان



الخدمات العلمية