الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب ذوي الأرحام .

                                                                                                                          الأرحام جمع رحم بوزن كتف ، وفيه اللغات الأربع في الفخذ ، قال أبو عباد : وهو بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن ، وقال الجوهري : الرحم رحم الأنثى وهي مؤنثة ، والرحم القرابة ، قال صاحب المطالع ، يقال : رحم ورحم ، وهي معنى من المعاني ، وهو النسب والاتصال الذي يجمع رحم والده ، فسمي المعنى باسم ذلك المحل تقريبا للأفهام واستعارة جارية في فصيح الكلام . قلت : يطلق ذو الرحم على كل قرابة ، وهو المراد بقول المصنف - رحمه الله تعالى - في أول كتاب الفرائض : رحم ونكاح وولاء ، ويطلق ويراد به كل من ليس بذي فرض ولا عصبة ، وهو المراد بقوله في آخر كتاب الفرائض : ذو فرض وعصبات ، وذو رحم ، وهو المراد بقوله هنا : ذوي الأرحام .

                                                                                                                          [ ص: 306 ] " ليس بذي فرض ولا عصبة "

                                                                                                                          يجوز جر عصبة عطفا على ذي ، أي : ولا بعصبة ، ويجوز نصبه عطفا على محل المجرور ، كأنه قال : ليس ذا فرض ولا عصبة .

                                                                                                                          " أدلت بأب "

                                                                                                                          أي توسلت به يقال أدلى فلان بحجته أي احتج بها ، ويقال : دلوت الدلو وأدليتها ، إذا أرسلتها في البئر ، وإذا جذبتها ، والمشهور في اللغة أدليت الدلو أرسلتها ، ودلوتها : جذبتها ، ويقال : دلوت بفلان إليك ، أي : استشفعت به .

                                                                                                                          " فاجتزء بأحدهما "

                                                                                                                          هو بالهمز ، وقد تقدم مثله عن قريب .

                                                                                                                          " كما يسقط الأب الإخوة "

                                                                                                                          الإخوة بكسر الهمزة وضمها ، جمع أخ ، أصله أخو بالتحريك ؛ لأنه جمع على إخاء كإناء ، ويجمع أيضا على إخوان ، كحرب وحربان ، وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء ، والأخوة : في الولادة ملخص من الصحاح .

                                                                                                                          " ثلاث بنات عمومة "

                                                                                                                          العمومة جمع عم كبعل وبعولة والعمومة أيضا مصدر ، يقال : وما كنت عما ، ولقد عممت عمومة ، كالأبوة والأخوة والخئولة والأمومة والبنوة .

                                                                                                                          " ومن مت بقرابتين "

                                                                                                                          كان في أصل الشيخ بخط يده ومن أمت فأصلحه شيخنا الإمام شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي عمر : مت ؛ لأن المصنف - رحمه الله - أذن له في الإصلاح ، قال غير واحد من أهل اللغة : المت التوسل ، يقال : فلان يمت بكذا ، أي : يتوسل .

                                                                                                                          " ولا معاول "

                                                                                                                          هو بفتح الواو ، أي : منقوص بالعول . والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية