الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " مبيت بمنى "

                                                                                                                          مبيت ، هو : بفتح الميم مصدر بات يبيت ويبات بيتوتة ومبيتا ، قال ابن الأثير : كل من أدركه الليل ، فقد بات ، نام أو لم ينم ، وقال ابن القطاع وأبو عثمان : بات يفعل كذا : إذا فعله ليلا ، لا يقال : بات بمعنى : نام وقال صاحب المحيط : ويستعمل في النهار أيضا [ ص: 203 ]

                                                                                                                          " في الملتزم "

                                                                                                                          الملتزم اسم مفعول من التزم ، قال ابن قرقول : ويقال له المدعى والمتعوذ ، سمي بذلك : بالتزامه للدعاء والتعوذ ، وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب ، قال الأزرقي : ذرعه أربعة أذرع .

                                                                                                                          " اللهم هذا بيتك "

                                                                                                                          إلى آخر الدعاء ، اللهم تقدم في التشهد ، وكذلك " عبدك " و " أمتك " تقدم ذكر الأمة في ستر العورة .

                                                                                                                          وسخرت لي ، أي : ذللت لي من خلقك ، أي : من مخلوقك وبنعمتك ، أي : بإنعامك علي ، والنعمة : اليد والصنيعة والمنة واتساع المال و " أداء نسكي " ممدودا ، اسم للتأدية .

                                                                                                                          " وإلا فمن الآن " الوجه فيه ضم الميم وتشديد النون ، وبه قرأته على من قرأه على مصنفه ، على أنه صيغة أمر من : من يمن ، مقصود بها الدعاء والتعوذ ، ويجوز كسر الميم وفتح النون على أنها حرف جر لابتداء الغاية .

                                                                                                                          و " الآن " : الوقت الحاضر ، وهو مبني على الفتح لعلة ، ليس هذا موضع ذكرها .

                                                                                                                          والأوان : الوقت وجمعه آونة كزمان وأزمنة .

                                                                                                                          وتنأى : مضارع نأت ، أي : تبعد .

                                                                                                                          فأصحبني ، أي : بقطع الهمزة .

                                                                                                                          " والعصمة " : منع الله تعالى عبده من المعاصي .

                                                                                                                          ومنقلبي : أي منصرفي .

                                                                                                                          " وقبر صاحبيه "

                                                                                                                          كذا بخط المصنف - رحمه الله تعالى - بالإفراد ، ويجوز قبري صاحبيه ، ويجوز أيضا قبور صاحبيه ، كقوله تعالى : فقد صغت قلوبكما [ التحريم : 4 ] وقد تقدم مثل هذا .

                                                                                                                          " من التنعيم "

                                                                                                                          قال صاحب المطالع : التنعيم من الحل ، بين مكة [ ص: 204 ] وسرف ، على فرسخين من مكة ، وقيل : على أربعة أميال ، وسميت بذلك لأن جبلا عن يمينها يقال له نعيم ، وجبلا عن شمالها يقال له ناعم ، والوادي اسمه نعمان بفتح النون .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية