الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          باب الشجاج وكسر العظام .

                                                                                                                          الشجاج : جمع شجة وهي : المرة من شجه يشجه ويشجه شجا ، والمرة : الشجة ، فهو مشجوج ، وشجيج : إذا جرحه في رأسه أو وجهه ، وقد يستعمل في غير ذلك من الأعضاء [ ص: 367 ]

                                                                                                                          " الحارصة " .

                                                                                                                          الحارصة : بالحاء والصاد المهملتين .

                                                                                                                          قال الأزهري : وهي التي تحرص الجلد ، أي : تشقه قليلا ، ومنه : حرص القصار الثوب ، أي : خرقه بالدق .

                                                                                                                          " ثم البازلة " .

                                                                                                                          البازلة : فاعلة من بزلت الشجة الجلد ، أي : شقته فجرى الدم . ويقال : بزلت الخمر : نقبت إناءها فاستخرجها ، فالدم محبوس في محله ، كالمائع في وعائه ، والشجة بزلته .

                                                                                                                          " ثم الباضعة " .

                                                                                                                          قال الجوهري : الباضعة : الشجة التي تقطع الجلد ، وتشق اللحم ، إلا أنه لا يسيل الدم ، فإن سال ، فهي الدامية ، وكذلك قال ابن فارس .

                                                                                                                          قال الأزهري : أول الشجاج : الحارصة ، ثم الدامعة ، يعني : بالعين المهملة ، ثم الدامية ، ثم الباضعة .

                                                                                                                          " ثم السمحاق " .

                                                                                                                          قال الأزهري : السمحاق : قشرة رقيقة فوق عظم الرأس ، وبها سميت الشجة إذا وصفت إليها : سمحاقا ، وميمه زائدة .

                                                                                                                          " أولها الموضحة " .

                                                                                                                          الموضحة : التي تبدي وضح العظم ، أي : بياضه ، والجمع : المواضح .

                                                                                                                          " ثم الهاشمة " .

                                                                                                                          قال الأزهري : الهاشمة : التي تهشم العظم ، تصيبه وتكسره .

                                                                                                                          وكان ابن الأعرابي يجعل بعد الموضحة المقرشة ، وهي : التي يصير منها في العظم صديع ، مثل الشعرة ، ويلمس باللسان لخفائه .

                                                                                                                          " وفي الجائفة " .

                                                                                                                          الجائفة : الطعنة التي تبلغ الجوف ، قال أبو عبيد : وقد تكون التي تخالط الجوف والتي تنفذ أيضا ، وجافه بالطعنة ، وأجافه : بلغ بها جوفه .

                                                                                                                          " وفي الضلع بعير " .

                                                                                                                          الضلع ، بكسر الضاد وفتح اللام ، وتسكينها لغة : واحد الضلوع المعروفة .

                                                                                                                          " وفي الترقوتين " .

                                                                                                                          الترقوتان : واحدتهما ترقوة ، وهي : العظم الذي بين [ ص: 368 ] ثغرة النحر ، والعاتق ، وزنها " فعلوة " بالفتح ، قال الجوهري : ولا تقل : " ترقوة " بالضم .

                                                                                                                          " والزند " .

                                                                                                                          الزند : بفتح الزاي : ما انحسر عنه اللحم من الساعد ، وقال الجوهري : الزند : موصل طرف الذراع بالكف ، وهما زندان بالكوع .

                                                                                                                          والكرسوع ، وهو طرف الزند الذي يلي الخنصر ، وهو : الناتئ ثم الرسغ .

                                                                                                                          " مثل خرزة الصلب والعصعص " .

                                                                                                                          خرزة الصلب ، واحدة : خرزه وهي : فقاره ، والعصعص بضم العينين من عجب الذنب ، وهو : العظم الذي في أسفل الصلب ثم العجز ، وهو : العسيب من الدواب . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية