الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 418 ] " كنية الرسول صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                                                          المشهور أبو القاسم ، وكناه جبريل عليه السلام : أبا إبراهيم ، وله أسماء كثيرة ، أفرد لها الحافظ أبو القاسم ابن عساكر كتابا في " تاريخه " بعضها في " الصحيحين " وبعضها في غيرهما ، منها : محمد ، وأحمد ، والحاشر ، والعاقب ، والمقفي ، وخاتم الأنبياء ، ونبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، ونبي التوبة ، والفاتح .

                                                                                                                          قال أبو بكر بن العربي المالكي الحافظ في شرح " الترمذي " : قال بعض الصوفية : لله عز وجل ألف اسم ، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم . قال ابن العربي : فأما أسماء الله تعالى ، فهذا العدد حقير فيها . وأما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصفة الأسماء البينة ، فوعيت منها أربعة وستين اسما . ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب وأجاد .

                                                                                                                          وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد المطلب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب . ولد عام الفيل ، وقيل : بعده بثلاثين سنة ، وقيل : بأربعين ، وقيل بعشر ، والصحيح : الأول .

                                                                                                                          واتفقوا على أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، وقيل : يوم الثاني ، وقيل : الثامن ، وقيل : العاشر ، وقيل : الثاني عشر ، وتوفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس ، وقيل : ليلة الأربعاء ، وله ثلاث وستون سنة ، وقيل خمس وستون ، وقيل : ستون ، والأول أشهر وأصح .

                                                                                                                          كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا القصير ، ولا الأبيض الأبهق ، ولا الآدم ، ولا الجعد القطط ، ولا السبط . توفي وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء ، وكان حسن الجسم ، بعيد ما بين المنكبين ، كث اللحية ، شثن [ ص: 419 ] الكفين - أي غليظ الأصابع - ضخم الرأس والكراديس ، أدعج العينين ، طويل أهدابهما ، دقيق المسربة ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر ، حسن الصوت ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشعر المنكبين ، والذارعين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة أو كبيضة الحمامة ، إذا مشى كأنما تطوى به الأرض ، يجدون في لحاقه وهو غير مكترث .

                                                                                                                          كان له ثلاثة بنين ، القاسم وبه كان يكنى ، ولد قبل النبوة ، وتوفي وهو ابن سنتين ، وعبد الله ويسمى الطيب والطاهر ، ولد بعد النبوة ، وإبراهيم ولد بالمدينة ومات بها سنة عشرة وهو ابن سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا .

                                                                                                                          وكان له أربع بنات ، زينب امرأة أبي العاص بن الربيع ، وفاطمة امرأة علي بن أبي طالب ، ورقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان رضي الله عنهم .

                                                                                                                          وكان له أحد عشر عما ، الحارث وهو أكبر أولاد عبد المطلب وبه كان يكنى ، وقثم ، والزبير ، وحمزة ، والعباس ، وأبو طالب ، وأبو لهب ، وعبد الكعبة ، وحجل بحاء مهملة مفتوحة ثم جيم ساكنة ، وضرار ، والغيداق . أسلم منهم حمزة والعباس وكان أصغرهم سنا ، وهو الذي كان يلي زمزم بعد أبيه ، وكان أكبر سنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ، وقد نظمت أسماؤهم في هذين البيتين :


                                                                                                                          قثم والزبير وحمزة والعباس حجل أبو طالب أبو لهب وضرار غيداق ثمت عبد الكعبة الحارث أعمام سيد العرب

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " وعماته ست : صفية وهي أم الزبير ، أسلمت وهاجرت ، وتوفيت ، في خلافة عمر رضي الله عنه ، عاتكة ، قيل : إنها أسلمت . وبرة ، وأروى ، وأميمة ، وأم حكيم ، وهي البيضاء ، وقد نظمت أسماؤهن في بيت وهو :


                                                                                                                          أميمة أروى برة وصفية     وأم حكيم واختمن بعاتكة

                                                                                                                          " .

                                                                                                                          " وأما أزواجه ، فأولهم خديجة ، ثم سودة ، ثم عائشة ، ثم حفصة ، وأم [ ص: 420 ] حبيبة ، وأم سلمة ، وزينب بنت جحش ، وميمونة ، وجويرية ، وصفية . هؤلاء التسع بعد خديجة ، توفي عنهن ، وكان له سريتان : مارية ، وريحانة " .

                                                                                                                          وأما مواليه صلى الله عليه وسلم فكثيرون ، نحو الخمسين من الرجال ، والعشر من الإماء على اختلاف في بعضهم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية