الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " بسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                                                                                          الباء متعلق بمحذوف تقديره : أبدأ بسم الله أو أتبرك ، وأسقطت الألف من الاسم طلبا للخفة لكثرة الاستعمال ، وقيل : لما أسقطوا الألف ردوا طولها على الباء ليكون دالا على سقوط الألف . وذكر أبو البقاء في الاسم خمس لغات : إسم وأسم بكسر الهمزة وضمها ، وسم وسم بكسر السين وضمها ، وسمى كهدى . وفي معناه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه بمعنى التسمية ، والثاني : أن في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله ، والثالث : أن " اسم " زيادة ومن ذلك قول الشاعر :


                                                                                                                          إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " [ ص: 73 ] " .

                                                                                                                          أي السلام عليكما .

                                                                                                                          " والرحمن الرحيم " .

                                                                                                                          قال أبو البقاء : يجوز نصبهما على إضمار " أعني " ورفعهما على تقدير : هو . واختلفوا فيهما ، فقيل : هما بمعنى واحد ؛ كندمان ونديم ، ذكر أحدهما بعد الآخر تطميعا لقلوب الراغبين ، وقيل : هما بمعنيين ، فالرحمن بمعنى الرازق للخلق في الدنيا على العموم ، والرحيم بمعنى العافي عنهم في الآخرة ، وهو خاص بالمؤمنين ، ولذلك قيل : يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، ولذلك يدعى غير الله تعالى رحيما ، ولا يدعى رحمانا ، فالرحمن عام المعنى خاص اللفظ ، والرحيم : عام اللفظ خاص المعنى .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية