الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " الحسن بن حامد " .

                                                                                                                          هو الحسن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبد الله البغدادي إمام الحنابلة في زمانه ، ومدرسهم ومفتيهم ، له المصنفات في العلوم المختلفات ، له " الجامع " في المذهب نحوا من أربعمائة جزء ، وله شرح " الخرقي " وشرح " أصول الدين " " وأصول الفقه " . سمع أبا بكر بن مالك ، وأبا بكر الشافعي ، وأبا بكر النجاد ، وأبا علي الصواف ، وأحمد بن سلم الختلي . ومن أصحابه القاضي أبو يعلى ، وأبو إسحاق وأبو العباس البرمكيان ، وأبو طاهر ابن القطان ، وأبو عبد الله بن الفقاعي ، وأبو عبد الله المزرقي ، وأبو طالب بن العشماوي ، وأبو بكر بن الخياط . وله المقام المشهود في الأيام القادرية ، ناظر أبا حامد الإسفراييني في وجوب الصيام ليلة الإغمام في دار الإمام القادر بالله ، بحيث يسمع الخليفة للكلام فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين ، فردها مع حاجته إلى بعضها ، فضلا عن جميعها تعففا [ ص: 433 ] وتنزها . روي أنه كان يبتدئ في مجلسه بإقراء القرآن ، ثم بالتدريس ، ثم ينسخ بيده ، ويقتات من أجرته ، فسمي : الوراق من أجل ذلك ، وأنه كان في كثير من أوقاته إذا اشتهت نفسه الباقلاء ، لم يأكل معه دهنا ، وإذا كان دهن لم يجمع بينه وبين الباقلاء ، وكان رحمه الله كثير الحج ، فعوتب في ذلك لكبر سنه ، فقال : لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة . حكي أن إنسانا جاءه بقليل ماء وهو مستند إلى حجر ، وقد أشرف على التلف ، فأومأ إلى الجائي له بالماء : من أين هو ؛ وإيش وجهه ؛ فقال له : هذا وقته ؛ فأومأ : أن نعم ، عند لقاء الله عز وجل أحتاج أن أدري ما وجهه ؛ أو كما قال .

                                                                                                                          وتوفي راجعا من مكة بقرب " واقصة " سنة 403 ثلاث وأربعمائة رحمه الله .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية