الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " إبراهيم الخليل صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم " .

                                                                                                                          ذكر في التشهد ، فلذلك ذكر به .

                                                                                                                          هو إبراهيم بن تارخ ، وهو آزر ، وبقية نسبه مستقصى في نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو خليل الرحمن عز وجل ، قال الله تعالى : واتخذ الله إبراهيم خليلا [ ص: 429 ] [ النساء : 125 ] والخليل : الصديق ، فعيل بمعنى مفاعل ، من الخلة بضم الخاء ، وهي الصداقة التي تخللت القلب فصارت خلاله ، أي : باطنه ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من الخلة ، أي الحاجة .

                                                                                                                          قال زهير :


                                                                                                                          وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " أي : صاحب خلة ، والأول أحسن وأكثر . وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليه ، أول من أضاف الضيف ، وأول من ثرد الثريد ، وأول من قص شاربه ، واستحد ، واختتن ، وقلم أظفاره ، واستاك ، وفرق شعره ، وتمضمض ، واستنشق ، واستنجى بالماء ، وأول من شاب ، وهو ابن مائة وخمسين سنة ، نقله ابن قتيبة عن وهب بن منبه رضي الله عنهما " .

                                                                                                                          قال : وعاش إبراهيم مائة سنة وخمسا وسبعين سنة . وقيل : عاش مائتي سنة ، وكان بينه . وبين نوح ألفا سنة ، ومائتا سنة ، وأربعون سنة ، وكان بين موت آدم إلى غرق الأرض ألفا سنة ، ومائتا سنة ، واثنان وأربعون سنة . وإبراهيم لا ينصرف للعجمة والعلمية ، وفيه ست لغات : إبراهيم ، وإبراهام ، وإبراهوم ، وإبرهم بغير ياء بفتح الهاء وكسرها وضمها ، نقلها الإمام أبو عبد الله محمد بن مالك ونظمها في بيت فقال :


                                                                                                                          تثليثهم هاء إبراهيم صح بقصـ     ر أو بمد ووجها الضم قد غربا

                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية