الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " محمد بن الحسين الفراء " .

                                                                                                                          هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء ، وهو القاضي السعيد الإمام أبو يعلى ، قال ولده القاضي أبو الحسين في كتاب " الطبقات " الذي أخبرنا به الإمام الزاهد لصاحب أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن محمد قراءة عليه : أخبركم الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي ، أخبرنا عبد المغيث بن زهير الحربي ، أخبرنا القاضي أبو الحسين رحمه الله ، فقال : الوالد السعيد أبو يعلى كان عالم زمانه ، وفريد آلاف عصره ، ونيسيجا وحده ، وقريع دهره ، وكان له في الأصول والفروع القدم العالي ، وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي ، والخطر الرفيع ثم عند الإمامين القادر ، والقائم . وأصحاب أحمد رحمه الله تعالى له يتبعون ، ولتصانيفه يدرسون ويدرسون ، ل وبقوله يفتون ، والفقهاء على اإختلاف مذاهبهم وأصولهم كانوا عنده يجتمعون ، ولمقالته يسمعون ويطيعون ، وبالإئتمام وبالائتمام به يقتدون ، وقد شوهد له من الحال ما يغني عن المقال ، لا سيما مذهب إمامنا أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، وإختلاف واختلاف الروايات عنه ، وما صح لديه منه مع معرفته بالقرآن وعلومه ، والحديث ، والفتاوى ، والجدل ، وغير ذلك من العلوم مع الزهد ، والورع ، والعفة ، والقناعة ، وانقطاعه عن الدنيا وأهلها ، وإشتغاله واشتغاله [ ص: 455 ] بسطر العلم وبثه ، وإذاعته ، ونشره ، وكان والده أبو عبد الله أحد شهود الحضرة بمدينة السلام ، صحب ابن حامد إلى أن توفي ابن حامد سنة 403 ثلاث وأربعمائة وبرع في ذلك . ولد يعني : القاضي أبا يعلى لتسع وعشرين أو ثمان وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة 380 . ثمانين وثلاثمائة ، وتوفي ليلة الاثنين بين العشاءين تاسع عشر رمضان سنة 458 ثمان وخمسين وأربعمائة ، وصلى عليه أخي أبو القاسم يوم الاثنين بجامع المنصور ، ودفن في مقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية