الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2664 34 - حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا أبو إسحاق ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبه ، قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن السيوف لما كانت لها بارقة شعاع كان لها أيضا ظل تحتها . وعبد الله بن محمد أبو جعفر البخاري المعروف بالمسندي . ومعاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي البغدادي ، وأصله كوفي ، وروى عنه البخاري في الجمعة بلا واسطة . وأبو إسحاق ، قال الكرماني : هو السبيعي ، وهذا سهو ، وليس إلا أبا إسحاق الفزاري ، واسمه إبراهيم بن محمد سكن المصيصة من الشام ، مات سنة ست وثمانين ومائة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري عن عبد الله بن محمد في الجهاد في موضعين ، وأخرجه في الجهاد أيضا عن يوسف بن موسى . وأخرجه مسلم في المغازي عن محمد بن رافع . وأخرجه أبو داود في الجهاد عن أبي صالح محبوب بن موسى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وكان كاتبه " أي : كان سالم كاتب عبد الله بن أبي أوفى ، وقد سها الكرماني سهوا فاحشا حيث قال : وكان سالم كاتب عمر بن عبيد الله ، وليس كذلك ، بل الصواب ما ذكرناه . قوله : " كتب إليه " أي : إلى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وكان أميرا على حرب الخوارج ، وقال صاحب التلويح : هذا الحديث ليس من الكتابة في شيء ، لأنه لم يكتب لسالم ، إنما [ ص: 115 ] كانت الكتابة لعمر بن عبيد الله ، فأخبر بالواقع ، فصار وجادة فيها شوب من الاتصال . قوله : " إن الجنة تحت ظلال السيوف " أي : إن ثواب الله والسبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيوف في سبيل الله . وقال ابن الجوزي : المراد أن دخول الجنة يكون بالجهاد ، والظلال جمع ظل ، فإذا دنا الشخص من الشخص صار تحت ظل سيفه ، وإذا تدانى الخصمان صار كل واحد منهما تحت ظل سيف الآخر ، فالجنة تنال بهذا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية