الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2828 194 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة لأن المراد بالقرآن المصحف كما ذكرناه .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : [ ص: 243 ] قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، وفي رواية له عن الليث عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ويخاف أن يناله العدو ، وفي رواية له عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو " ، وأخرجه أبو داود وترجم أولا بقوله باب في المصحف يسافر به إلى أرض العدو ، ثم قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر قال : نهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو . قال مالك : أراه مخافة أن يناله العدو ، وأخرجه ابن ماجه حدثنا أحمد بن سنان وأبو عمر قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو . قال أبو عمر : قال يحيى بن يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير وأكثر الرواة عن مالك قال مالك : أراه مخافة أن يناله العدو ، وجعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه وأشار إلى أن ابن وهب تفرد برفع هذه الزيادة ، انتهى . قلت رفع هذه الزيادة مسلم وابن ماجه كما ذكرناه فصح أن هذه الزيادة مرفوعة وليست بمدرجة وأما نسبة هذه الزيادة إلى مالك في رواية أبي داود فإنها لا تعادل رواية مسلم من طريق الليث وأيوب بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولئن سلمنا التساوي فيحتمل أن مالكا كان يجزم بهذه الزيادة أولا ثم لما شك في رفعها جعلها تفسيرا من عنده والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية