الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  لأعنتكم لأحرجكم وضيق عليكم ، وعنت خضعت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا تفسير ابن عباس ، أخرجه ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عنه ، وزاد بعد قوله : ( ضيق عليكم ) ، ولكنه وسع ، ويسر . قوله : ( لأعنتكم ) من الإعنات ، واشتقاقه من العنت بفتح العين المهملة ، والنون ، وفي آخره تاء مثناة من فوق ، والهمزة فيه للتعدية ، أي : لأوقعكم في العنت ، وهو المشقة ، ويجيء بمعنى الفساد ، والهلاك ، والإثم ، والغلط ، والخطأ ، والزنا كل ذلك قد جاء ، ويستعمل كل واحد بحسب ما يقتضيه الكلام . قوله : ( وعنت خضعت ) ليس له دخل هنا ; لأن التاء فيه للتأنيث ، ومذكره [ ص: 65 ] عنا إذا خضع وكل من ذل وخضع واستكان فقد عنا يعنو ، وهو عان ، والمرأة عانية ، وجمعها : عوان ، وكأنه ظن أن التاء في عنت أصلية ، فلذلك ذكره هنا عقيب قوله : " لأعنتكم " ، وليس كذلك ، لأن التاء في " لأعنتكم " أصلية ، وقيل : لعله ذكره استطرادا ، ولا يخلو عن تعسف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية