الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2750 118 - حدثنا إسماعيل قال : حدثني ابن وهب قال عمرو : حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، [ ص: 187 ] فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، فدخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت : وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإما قال : تشتهين تنظرين ، فقالت : نعم ، فأقامني وراءه على خده ، ويقول : دونكم بني أرفدة ، حتى إذا مللت قال : حسبك . قلت : نعم ، قال : فاذهبي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " بالدرق " وإسماعيل هو ابن أبي أويس ، وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري ، وعمرو هو ابن الحارث المصري ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني يتيم عروة ، وكان أبوه أوصى به إلى عروة بن الزبير فقيل له يتيم عروة لذلك ، وهذا الحديث بعينه مضى في أبواب العيدين في باب الحراب والدرق يوم العيد ، ومضى الكلام فيه هناك ، والغناء بالكسر والمد ، وبعاث بضم الباء الموحدة وتخفيف العين المهملة وبالثاء المثلثة غير منصرف ، يوم حرب كان بين الأوس والخزرج بالمدينة ، وكان كل واحد من الفريقين ينشد الشعر ويذكر مفاخر نفسه ، والمزمارة بالهاء ، والمشهور بدونه ، قوله : " فلما عمل " أي : اشتغل بعمل ، قوله : " تنظرين " ويروى تنظري وذلك جائز ، قوله : " دونكم " كلمة الإغراء ، قوله : " بني أرفدة " أي : يا بني أرفدة ، وأرفدة بفتح الفاء وكسرها ، لقب جنس من الحبش يرقصون ، وقيل : أرفدة اسم أبيهم الأقدم ، وقال ابن بطال : نسبة إلى جدهم ، وكان يسمى أرفدة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية