الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2820 186 - حدثنا بشر بن مرحوم ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة رضي الله عنه قال : خفت أزواد الناس وأملقوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر [ ص: 238 ] إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم ، فدخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما بقاؤهم بعد إبلهم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم ، فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : ( خفت أزواد الناس ) وكذا في قوله : ( بفضل أزوادهم ) ، وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ابن مرحوم بالحاء المهملة وقد مر في البيع وهو من أفراده ، وحاتم بالحاء المهملة وكسر التاء المثناة من فوق ابن إسماعيل الكوفي ، ويزيد من الزيادة مولى سلمة بن الأكوع يروي عن مولاه وقد مضى الحديث في باب الشركة في الطعام بعين هذا الإسناد والمتن ، وفيه بعض زيادة .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( وأملقوا ) أي افتقروا والمعنى هنا فني زادهم ، قوله : ( في نحر إبلهم ) أي بسبب نحر إبلهم ، وفيه حذف تقديره : فاستأذنوه في نحر إبلهم ، قوله : ( ما بقاؤهم بعد إبلهم ) أي بعد نحر إبلهم ، يشير بذلك إلى غلبة الهلكة على الراجل ، قوله : ( يأتون ) قال بعضهم : أي فهم يأتون ، فلذلك رفعه ، قلت : كونه حالا أوجه على ما لا يخفى ، قوله : ( وبرك ) بالتشديد أي دعا بالبركة ، قوله : ( عليه ) أي على الطعام ، هذه رواية الكشميهني وفي رواية غيره عليهم ، قوله : ( فاحتثى الناس ) من الاحتثاء من الحثي بالحاء المهملة والثاء المثلثة وهو الحفن باليد ، قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إلى آخره إشارة إلى أن ظهور المعجزة مما يؤيد الرسالة لأن المعجزات موجبات للشهادات على صدق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                  وفيه : حسن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجابته إلى ما يلتمس منه أصحابه وإجراؤهم على العادة البشرية في الاحتياج إلى الزاد في السفر ، وفيه : منقبة ظاهرة لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دالة على يقينه بإجابة دعاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى حسن نظره للمسلمين . وقال ابن بطال : استنبط منه بعض الفقهاء أنه يجوز للإمام في الغلاء إلزام ما عنده من فاضل قوته أن يخرجه للبيع لما في ذلك من صلاح الناس .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية