الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما تعليمهم القرآن ، فيجوز به إذا رجي به إسلامهم ، ولا يجوز إذا خيف به الاستهزاء به .

                                                                                                                                            قد سمع عمر بن الخطاب - أخته تقرأ سورة " طه " فأسلم .

                                                                                                                                            وقال جبير بن مطعم : إذا سمعت القرآن كاد أن ينقطع قلبي .

                                                                                                                                            وهكذا القول في تعلم الفقه والكلام ، وأخبار الرسول إن رجي به إسلامهم لم [ ص: 330 ] يمنعوا منه ، وإن خيف اعتراضهم وجرحهم فيه منعوا منه ، ولا يمنعون من تعليم الشعر والنحو ، ومنعهم بعض الفقهاء من تعلمه : لأنه في استقامة ألسنتهم به تطاولا على من قصر فيه من المسلمين ، وأنهم ربما استعانوا به في الاعتراض على القرآن . وهذا فاسد : لأنه ليس من علوم الدين ، وأشبه علم الطب والحساب ، ولأن الله تعالى قد صان كتابه عن قدح بدليل ، واعتراض بحجة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية