الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويصح إسلام مميز ) ذكر أو أنثى ( يعقله ) أي الإسلام بأن علم أن الله تعالى ربه لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله إلى الناس [ ص: 398 ] كافة . لأن { عليا رضي الله عنه أسلم وهو ابن ثمان سنين } أخرجه البخاري عن عروة بن الزبير ولم يمتنع أحد من القول بأن أول من أسلم من الصبيان علي ومن الرجال أبو بكر ومن النساء خديجة ومن العبيد بلال . ولو لم يصح إسلامه لما صح ذلك له .

                                                                          وروي عنه من قوله : سبقتكم إلى الإسلام طرا صبيا ما بلغت أوان حلمي . ولأن الإسلام عبادة محضة فصحت من الصبي كالصلاة والصوم ، وكونه يوجب عليه الزكاة من ماله لا يمتنع منه لأنها نفع له وكذا إيجابه عليه نفقة قريبه المسلم ، وحرمان ميراثه قريبه الكافر . لأنه أمر متوهم مجبور بميراثه من قريبه المسلم وسقوط نفقة قريبه الكافر ثم إنه ضرر مغمور في جنب ما يحصل له من سعادة الدنيا والآخرة .

                                                                          ( و ) تصح ( ردته ) أي المميز كإسلامه ( فإن أسلم ) مميز يعقله ( حيل بينه وبين الكفار ) صونا له لضعف عقله فربما أفسدوه ( فإن قال بعد ) إسلامه ( لم أرد ما قلته فكما لو ارتد ) أي : لم يبطل إسلامه بذلك ولم يقبل منه لأنه خلاف الظاهر ويكون كالبالغ إذا أسلم ثم ارتد

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية