الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( فرع ) .

                                                                                                                              حلف لا يسافر بحرا شمل النهر العظيم كما أفتى به بعضهم لتصريح الصحاح بأنه يسمى بحرا قال : ويبر من حلف ليسافرن بقصير السفر بأن يصل لمحل لا تلزمه فيه الجمعة لكونه لا يسمع النداء منه . ا هـ . وأخذ هذا من رأي من ضبط قصير السفر الذي يتنفل فيه لغير القبلة ، وفيه نظر بل قضية كلامهم بره بمجرد مجاوزة ما مر في صلاة المسافر بنية السفر ؛ لأنه الآن يسمى مسافرا لغة وشرعا وعرفا وإنما قيدوا نحو التنقل على الدابة بالميل أو عدم سماع النداء ؛ لأن ذاك رخصة تجوزها الحاجة ولا حاجة فيما دون ذلك فتأمله

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              [ ص: 61 ] . ( قوله : بنية السفر ) إن أراد وإن قصر ففي قوله : وإن قيدوا إلخ نظر ؛ لأنه لا يرد حينئذ لظهور جواز التنفل المذكور بمجرد المجاوزة المذكورة وإن أراد بشرط الطول ففيه نظر .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله شمل النهر العظيم ) أي وإن انتفى عظمه في بعض الأحيان كبحر مصر وسافر في الحين الذي انتفى عظمه فيه كزمن الصيف . ا هـ . ع ش ( قوله : بعضهم ) عبارة النهاية : الوالد . ا هـ . ( قوله : بقصير السفر ) متعلق بقوله يبر وقوله بأن يصل إلخ تصوير لقصير السفر ، عبارة النهاية قال : فإن حلف ليسافرن بر بقصير السفر والأقرب الاكتفاء بوصوله محلا يترخص منه المسافر . ا هـ . ( قوله : وأخذ ) أي : ذلك البعض ( قوله : هذا ) أي قوله : ويبر من حلف ليسافرن إلخ ( قوله : رأي ) مصدر مجرور بمن ، وقوله في ضبط السفر نعت له ( قوله : بمجرد مجاوزة ما مر إلخ ) أي : مع كونه قصد محلا يعد قاصده مسافرا في العرف فلا يكفي مجرد خروجه من السور على نية أن يعود منه ؛ لأن الوصول إلى مثل هذا لا يسمى سفرا ومن ثم لا يتنفل فيه على الدابة ولا لغير القبلة . ا هـ . ع ش ( قوله بنية السفر ) إن أراد وإن قصر ففي قوله وإنما قيدوا إلخ نظر ؛ لأنه لا يرد حينئذ لظهور جواز التنفل المذكور بمجرد المجاوزة المذكورة وإن أراد بشرط الطول ففيه نظر . ا هـ . سم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية