الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين .

[58] وأمطرنا عليهم مطرا وهي حجارة السجيل، أهلكت جميعهم.

قال ابن عطية : وهذه الآية أصلا لمن جعل من الفقهاء الرجم في اللوطية، وبها تأنس; لأن الله عذبهم على كفرهم به، وأرسل عليهم الحجارة لمعصيتهم، ولم يقس هذا القول على الزنا، فيعتبر الإحصان .

وتقدم الكلام على ذلك مستوفى في سورة النساء، وملخصه: أن مذهب مالك -رحمه الله- رجم الفاعل والمفعول به، أحصنا أو لم يحصنا، ومذهب الشافعي وأحمد حكمه كالزنا، فيه الرجم مع الإحصان، والجلد مع عدمه، ومذهب أبي حنيفة : يعزر، ولا حد عليه; خلافا لصاحبيه، وعن أحمد رواية أن من تلوط بغلام، قتل، بكرا كان أو ثيبا; لقوله - صلى الله عليه وسلم -: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به ، ولكن [ ص: 151 ] الصحيح من مذهبه الأول فساء فبئس مطر المنذرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية