الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين .

[6] وكان النضر بن الحارث بن كلدة يتجر، فيأتي الحيرة، فيشتري أخبار الأعاجم، ويحدث بها قريشا، ويقول: إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون سماع القرآن، فأنزل الله تعالى: ومن الناس [ ص: 301 ] من يشتري يستبدل لهو الحديث باطله، وقيل: نزلت فيمن يشتري المغنيات، قال - صلى الله عليه وسلم -: لا يحل شراء المغنيات، ولا بيعهن، وأثمانهن حرام ; لأن في مثل هذا نزلت هذه الآية.

ليضل ليصير آخر أمره إلى الضلال.

عن سبيل الله طريق الإسلام بغير علم بل بجهل.

ويتخذها أي: السبيل هزوا سخرية.

أولئك لهم عذاب مهين لإهانتهم الحق باستئثار الباطل عليه. قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : (ليضل) بفتح الياء (ويتخذها) برفع الذال عطفا على (يشتري)، و (هزؤا) بضم الزاي والهمز، وقرأ حفص عن عاصم : (ليضل) بضم الياء، (ويتخذها) بنصب الذال عطفا على (ليضل)، و (هزوا) بضم الزاي وفتح الواو منونة بغير همز، وقرأ حمزة ، وخلف : (ليضل) بضم الياء (ويتخذها) بفتح الذال (هزءا) بإسكان الزاي مع الهمز، وقرأ نافع ، وأبو جعفر ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : (ليضل) بضم الياء (ويتخذها) بفتح الذال (هزؤا) بضم الزاي والهمز .

التالي السابق


الخدمات العلمية