الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون .

[57] وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أي: يأخذنا العرب لقتلنا، والقائلون قريش، وسبب نزولها: أن الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنا لنعلم أن الذي تقول حق، ولكنا إن اتبعناك على دينك، خفنا أن تخرجنا العرب من أرض مكة، والاختطاف: الانتزاع بسرعة، فنزل توبيخا لهم:

أولم نمكن لهم نسكنهم حرما آمنا يأمنون فيه العدو والخسف مع كفرهم، فكيف لو أسلموا؟! إن العرب كانت تغير بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضا، وأهل مكة آمنون; حيث كانوا لحرمة الحرم.

يجبى يجمع، ويحمل إليه قرأ نافع ، وأبو جعفر ، ورويس عن يعقوب : (تجبى) بالتاء على التأنيث; لأجل الثمرات، وقرأ الباقون: بالياء [ ص: 208 ] على التذكير; للحائل بين الاسم المؤنث والفعل ثمرات كل شيء مما به صلاح حالهم وقوام أمرهم.

رزقا من لدنا ونصبه حال من (ثمرات).

ولكن أكثرهم لا يعلمون أن ما تقوله حق; لأنهم جهلة لا يتفطنون له.

التالي السابق


الخدمات العلمية