الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا .

[42] ولما بلغ قريشا أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، حلفوا إن جاءهم [ ص: 461 ] رسول، اتبعوه، فنزل: وأقسموا أي: كفار مكة.

بالله جهد أيمانهم منصوب على المصدر; أي: بغاية اجتهادهم.

لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم يعني: من اليهود والنصارى; لأن كل واحدة منهما أمم، وليس المراد: إحدى الأمتين دون الأخرى، بل هما جميعا; لأن (إحدى) شائعة فيهما تصلح لكل واحدة منهما، ولم يقل: الأمتين، [ولا الأمم بلا إحدى; ليعم جميع أفراد الأمتين] ; لأن (إحدى) تأنيث (أحد); كأنه قال: ليكونن أهدى من كل واحدة من الأمم، ولو حذف إحدى، لجاز أن يراد: بعض الأمم.

فلما جاءهم نذير هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ما زادهم مجيء النذير من الإيمان.

إلا نفورا أي: تباعدا عن الهدى.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية