الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم .

[78] وضرب لنا مثلا بفته العظام.

ونسي خلقه من المني، فهو أغرب من إحياء العظم.

قال من يحيي العظام وهي رميم بالية، ولم يؤنث (رميم); لأنه معدول من فاعله، وكل ما كان معدولا عن وجهه ووزنه، كان مصروفا عن إعرابه; كقوله: وما كانت أمك بغيا [مريم: 28] أسقط الهاء لأنها مصروفة عن باغية.

وفي الآية حجة في إثبات الحياة في العظم، ونجاسته بالموت، وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد ، وقال أبو حنيفة : لا تحل الحياة بالعظم، فلا ينجس بالموت، له أن المعنى أنها ترد كما كانت رطبة في بدن حساس.

واختلفوا في الآدمي هل ينجس بالموت؟ فقال أبو حنيفة : ينجس، إلا أن المسلم يطهر بالغسل، وتكره الصلاة عليه في المسجد، وعن مالك خلاف، والذي اختاره ابن رشد: الطهارة، وهو الأظهر عند صاحب المختصر ، وأما الصلاة في المسجد، فالمشهور من مذهبه كراهتها [ ص: 501 ] كقول أبي حنيفة ، وعند الشافعي وأحمد : لا ينجس بالموت، ولا تكره الصلاة عليه في المسجد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية