الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون .

[10] وقالوا منكرو البعث: أإذا ضللنا في الأرض ذهبنا وصرنا ترابا، و (صللنا) بالصاد المهملة: تغيرنا، والتلاوة بالأول أإنا لفي خلق جديد المعنى: أنبعث بعد موتنا وانعدامنا؟ واختلف القراء في (أئذا) (أئنا) في الإخبار بالأول منهما، والاستفهام بالثاني، وعكسه، والاستفهام فيهما، فقرأ ابن عامر ، وأبو جعفر : (إذا) بالإخبار (أئنا) بالاستفهام، وابن عامر : يحقق الهمزتين، وأبو جعفر : يسهل الثانية ويفصل بينهما بألف، واختلف عن هشام راوي ابن عامر في الفصل مع تحقيق الهمزتين، وقرأ نافع ، والكسائي ، ويعقوب : (أئذا) بالاستفهام (أئنا) بالإخبار، فنافع يسهل الهمزة الثانية، ورواية قالون : يفصل بينهما بألف، ووافقه رويس عن يعقوب في التسهيل، والكسائي : يحقق الهمزتين، وافقه روح عن يعقوب ، وقرأ الباقون: (أئذا) (أئنا) بالاستفهام فيهما، فابن كثير وأبو عمرو : يسهلان الهمزة الثانية منهما، وأبو عمرو : يفصل بينهما بألف، وعاصم وحمزة وخلف : يحققون الهمزتين ، فمن قرأ بالاستفهامين، فذلك [ ص: 324 ] للتأكيد، ومن استفهم في الأول فقط، فإنما يقصد بالاستفهام الموضع الثاني، تقديره: أنبعث ونحشر إذا، ومن استفهم في الثاني فقط، فمعناه: إذا كنا ترابا، أنبعث؟

قال الله عز وجل: بل هم بلقاء ربهم كافرون أي: بالبعث بعد الموت.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية