الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا .

[6] النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمر الدين والدنيا، فيحكم فيهم بما يشاء. قرأ نافع : (النبيء أولى) بالمد والهمز في (النبيء)، وإبدال الهمز الثاني واوا محضة مفتوحة .

وأزواجه أمهاتهم أي: كأمهاتكم في وجوب تعظيمهن، وتحريم [ ص: 342 ] نكاحهن، لا في النظر إليهن، والخلوة بهن; فإنه حرام في حقهن; كما في حق الأجانب، ولا يقال لبناتهن: أخوات المؤمنين، ولا لإخوانهن وأخواتهن: هم أخوال المؤمنين وخالاتهم، قالت عائشة: لست بأم نسائكم، وإنما أنا أم رجالكم ، فبان بهذا أن معنى هذه الأمومة تحريم نكاحهن.

وأولو الأرحام وذوو القرابات بعضهم أولى ببعض في التوارث.

في كتاب الله في اللوح المحفوظ.

من المؤمنين والمهاجرين يعني: ذوي القرابات بعضهم أولى بميراث بعض من أن يرثوا بالإيمان والهجرة، وكان في صدر الإسلام يتوارثون بالهجرة والمؤاخاة، فنسخ بهذه الآية، وصارت بالقرابة، وتقدم حكم ميراث ذوي الأرحام واختلاف الأئمة فيه آخر سورة الأنفال.

إلا أن تفعلوا استثناء منقطع; أي: لكن فعلكم إلى أوليائكم الذين يتولونكم من المعاقدين معروفا بالوصية جائز.

كان ذلك يعني: نسخ الميراث بالهجرة، ورده إلى ذوي الأرحام.

في الكتاب أي: اللوح المحفوظ مسطورا مكتوبا.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية