الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11365 5128 - (11774) - (3\82) عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا جاءه، فقال: أوصني. فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك: " أوصيك بتقوى الله; فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد; فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله، وتلاوة القرآن; فإنه روحك في السماء، وذكر لك في الأرض " .

التالي السابق


* قوله : " فإنه رأس كل شيء " : أي: لا قبول لشيء عند الله إلا بمراعاته، فهو كالرأس له.

* " رهبانية الإسلام " : أي: الانقطاع إليه تعالى في هذا الدين.

* " روحك في السماء " : - بضم الراء - : سبب حياتك عند الله، قال الله تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى: 52]، ولذلك يسمى القرآن: روح الله، أو - بفتح الراء - ; أي: سبب رحمتك وقربك، قال تعالى: فأما إن كان من المقربين فروح وريحان [الواقعة: 88 - 89]،، والوجه الأول.

وفي " المجمع " : الروح: الذي يقوم به الجسد والحياة، وأطلق على القرآن، فالوحي، والرحمة، وجبرائيل في قوله: الروح الأمين [الشعراء: 193]، و روح القدس [النحل: 102]، ويذكر ويؤنث، انتهى.

قلت: وكذلك يطلق على عيسى - عليه السلام - .

* " وذكر لك " : أي: شرف لك، قال تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون [الزخرف: 44].




الخدمات العلمية