الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11977 5462 - (12385) - (3\135) عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الحسنة، فربما قال: " هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " ، فإذا رأى الرجل رؤيا، سأل عنه، فإن كان ليس به بأس، كان أعجب لرؤياه إليه، قال: فجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله! رأيت كأني دخلت الجنة، فسمعت بها وجبة ارتجت لها الجنة، فنظرت، فإذا قد جيء بفلان بن فلان، وفلان بن فلان، حتى عدت اثني عشر رجلا، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل ذلك، قالت: فجيء بهم عليهم ثياب طلس، تشخب أوداجهم. قالت: فقيل: اذهبوا بهم إلى نهر البيذخ - أو قال: إلى نهر البيدح - قال: فغمسوا فيه، فخرجوا منه وجوههم كالقمر ليلة البدر. قالت: ثم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها، وأتي بصحفة - أو كلمة نحوها - فيها بسر، فأكلوا منها، فما يقلبونها لشق إلا أكلوا من فاكهة ما أرادوا، وأكلت معهم.

قال: فجاء البشير من تلك السرية، فقال: يا رسول الله! كان من أمرنا كذا وكذا، وأصيب فلان وفلان. حتى عد الاثني عشر الذين عدتهم المرأة، قال

[ ص: 221 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي بالمرأة " ، فجاءت، قال: " قصي على هذا رؤياك " ، فقصت، قال: هو كما قالت لرسول الله.


التالي السابق


* قوله : " سأل عنه " : أي: عن حال الرجل.

* " فإن كان " : أي: الرجل.

* " أعجب " : أحب.

* " لرؤياه " : أي: لأجل الرؤيا.

* " إليه " : أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم; أي: يصير الرجل أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأجل الرؤيا.

* " وجبة " : - بفتح فسكون - : السقطة مع الهدة، وقيل: صوت السقوط.

* " ارتجت " : - بتشديد الجيم - ; أي: اضطربت، افتعال من الرج، وهو الحركة، وفي بعض النسخ " التجت " ، وهو قريب من معنى ارتجت، فقد جاء: " من ركب البحر إذا التج " ، وفي رواية: ارتج فقد برئت منه الذمة " ، فمعنى " التج " ; أي: تلاطمت أمواجه; من التج الأمر: إذا عظم واختلط، ولجة البحر: معظمه، ومعنى ارتج; أي: اضطرب.

* " طلس " : - بضم فسكون - : جمع أطلس، وهو الأسود، والوسخ، ومنه رجال طلس; أي: مغبرو الألوان.

* " تشخب " : أي: تسيل.

* " إلى نهر السدخ " : في " القاموس " : انسدخ: انبسط، فلعل هذا منه.

* " نهر البيدح " : وفي " القاموس " : البدح - بالكسر - : الفضاء الواسع، [ ص: 222 ] وبداح; كسحاب: المتسع من الأرض، أو اللينة الواسعة و " أو " للشك.

وفي " المجمع " : رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

* * *




الخدمات العلمية