الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11976 5461 - (12384) - (3\135) عن أنس بن مالك: أن عتبان اشتكى عينه، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما أصابه، وقال: يا رسول الله! تعال صل في بيتي حتى أتخذه مصلى. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شاء الله من أصحابه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وأصحابه يتحدثون بينهم، فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين، فأسندوا عظم ذلك إلى مالك بن دخيشم، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " ، فقال قائل: بلى، وما هو من قلبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فلن تطعمه النار " ، أو قال: " لن يدخل النار " .

التالي السابق


* قوله : " أن عتبان " : - بكسر العين وضمها - .

* " اشتكى عينه " : قيل: اشتكى ضعف بصره; كما لمسلم، أو عماه; كما عند غيره.

* " حتى أتخذه " : أي: مكان صلاتك.

* " عظم ذلك " : - بضم فسكون - ; أي: معظمه.

* " ابن دخيشم " : ضبطه بالتصغير.

[ ص: 220 ] * " أليس يشهد " : أي: يريد بذلك وجه الله; كما في رواية البخاري في " صحيحه " عن محمود بن الربيع، فقول القائل:

* " وما هو من قلبه " : أي: قوله ذلك ليس من القلب، أراد به; أي: فيما يظهر لنا، وقوله صلى الله عليه وسلم في جوابه: " من شهد أن لا إله إلا الله. . . إلخ " ; أي: يريد بذلك وجه الله; كما في " صحيح البخاري " : أراد به تقرير أن هذا ممن يريد وجه الله، فهو ليس من المنافقين، فلا يرد أن ظاهر اللفظ يشمل المنافق أيضا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية