الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11631 5252 - (12042) - (3\107) عن أنس، قال: أسلم ناس من عرينة فاجتووا المدينة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو خرجتم إلى ذود لنا فشربتم من ألبانها " - قال حميد: وقال قتادة، عن أنس: " وأبوالها " - ففعلوا، فلما صحوا، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا أو مسلما، وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهربوا محاربين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا.

التالي السابق


* قوله : " أناس من عرينة " : بالتصغير: اسم قبيلة، وقد جاء أن بعضهم كانوا من عكل، وبعضهم من عرينة.

* " فاجتووا المدينة " : - بالجيم - : افتعال من الجوى، والمراد: " كرهوا المقام بها; لضرر لحقهم بها.

* " لو خرجتم " : أي: لكان أحسن لكم وأوفق بحالكم، أو كلمة " أو " للتمني، فلا يحتاج إلى تقدير الجواب.

* " وأبوالها " : استدل به من يقول بطهارة بول ما يؤكل لحمه، وغيره يحمله على حاجة الدواء، أو على الخصوص.

* " كفروا. . . إلخ " : بيان لغلظ جنايتهم; ليظهر وجه تغليظ عقوبتهم.

* " مؤمنا " : حال من الراعي.

[ ص: 116 ] * " محاربين " : أي: الله ورسوله.

* " فأخذوا " : على بناء المفعول.

* " وسمر " : بتخفيف الميم أو تشديدها على بناء الفاعل; أي: كحلهم بمسامير أحميت حتى ذهب بصرها.

* * *




الخدمات العلمية